لا تتوقف عن الأحلام

حان الوقت لتحقق أهدافك وأحلامك

في تمام الساعة الحادية عشر صباحًا بتاريخ 29 مايو عام 1953 نجح إدموند هيلاري في محاولته الثانية في تسلق قمة جبل إيفرست البالغ طوله 8848 متر هو ورفيقه تينسينغ نورغاي؛ وبذلك كان إدموند هيلاري هو الرجل الأول الذي تمكن من تسلق أعلى قمة في العالم. لقد كان حلمًا كبيرًا لرجلٍ أن يتسلق هذا الارتفاع الشاهق مواجهًا الصعاب التي خلّفت أناسًا أمواتًا حاولوا تحقيق نفس الحلم من قبل فماتوا أثناء محاولتهم ولكن كان لديهم حلم أرادوا تحقيقه فمنهم من مات ومنهم من نجح، وهناك من لا يزال يحاول تحقيق نفس الحلم مهما كلفه الأمر.

والآن نعود إليك، لنتحدث عن حلمك، مهما كان صعبًا، وسواءً نجح أحدهم في تحقيق نفس الحلم من قبل أو ستكون أنت أول من يُحققه – والسؤال الآن، هل أنت مُستعد لتحقيق حلمك مهما كلفك الأمر ولو كان الثمن حياتك؟

أولًا: حدد حلمك وأهدافك بدقة

هذه الخطوة بديهية أن يكون لديك أحلام وأهداف تعيش من أجلها، ورغم ذلك ينسى البعض أو يغفلون عن تحديد أهدافهم وأحلامهم؛ فما هي إذن فائدة الحياة إذا لم يكن لديك أهداف؟!!!

منطقة بدء لعبة الجري

ولنفترض أنك تمكنت من تحديد أحلامك وأهدافك بمنتهى الدقة وبشكل مُفصّل بحيث يُمكنك أن تشرح حلمك وما تريد الوصول إليه لأي شخص وبسهولة بالغة. في هذه اللحظة أنت في منطقة البدء (START) مُستعدًا لبدء السباق والمنافسة، أو أنت في موقف العربات تستقل العربة التي ستنطلق بك إلى المكان الذي اخترت أن تصل له سلفًا، هذا معناه أنه من الواجب عليك أن تُحدد وجهتك قبل أن تخرج من بيتك وقبل أن تبذل أي مجهود، فهل جلست مع نفسك جلسة تأمل وحددت أهدافك وأحلامك؟

نعم أخي وأختي، تحديد الأهداف أولوية لا يُمكن لأي شخص ناجح أن يخطو بدونها، وإن شئت أن تعرف مقدار تلك الأهمية فتخيل معي نفسك وأنت تستقل أي قطار ذاهبُّ إلى أي مكان، فهل ستكون سعيدًا عند وصولك لأي محطةٍ من المحطات؟ أم أنك سوف تظل مُستقلًا نفس القطار ولا تدري إلى أي مكان أنت ذاهب؟

إن الشخص الذي يعيش حياته دون حلمٍ يُكافح من أجله، ليس إلا ميتًا يمشي على الأرض، مُهمشًا في الحياة، مُستغلًا من الجميع، ليس سعيدًا وإن رأيته ضاحكًا مُبتسمًا، فاشلًا وإن كانت لديه إمكانيات الناجحين، وكأنه رامٍ بارع في رميه لكنه معصوب العينين لا يرى هدفه، فأنّى له أن يُحرز هدفًا!

توقف الآن وابحث عن أحلامك وحدد أهدافك، وإن كانت أهدافك الآن بسيطة، أو إن كانت مُستحيلة، أو إن كانت مجنونة؛ فما دامت لا تُخالف شرع الله عز وجل، فأكرم لك أن تُقاتل وتموت محاولًا إنفاذها وتحقيقها، وبعد أن تُحدد أحلامك وأهدافك جميعها وإن كانت بالمئات – اذهب إلى الخطوة الثانية.

أمثلة لما يجب عليك كتابته من أهداف:

  • احفظ القرآن الكريم وأتعلم ترتيله بقراءة حفص
  • أتحدث اللغة الإنجليزية كما الأمريكان
  • اعتمر انا وزوجتي وأمي
  • اشتري بيت خاص بي
  • اشتري سيارة فولكس
  • … الخ، الأهداف كثيرة.

أقرأ أيضًا: حدد مجال عملك بالطريقة السويدانية

ثانيًا: حدد المنافع من كل هدف

من المفترض أنك حددت أحلامك وأهدافك في الخطوة السابقة ثم كتبتها في دفترٍ خاص سواءً على مستند وورد أو على دفترٍ ورقي، وبأي صيغة ممكنة كما الأمثلة السابقة، فإذا كانت الأهداف كثيرةً فقم بترتيبها حسب الأولوية بحيث يكون الهدف الأول في القائمة هو الهدف الأهم بالنسبة لك.

الآن لتُمسك كل هدفٍ من أهدافك، وكل حلمٍ من أحلامك، بدئًا من أول القائمة، وتفكِّر في المنافع التي سوف تحصل عليها إذا حققت هذا الهدف / الحلم؛ فإذا افترضنا مثلًا أنك الآن تُفكر في منافع تحدث اللغة الإنجليزية كالأمريكان، فما هي يا تري الفوائد التي ستعود عليك وما هي الفرص التي سوف تُفتح أمامك إذا أتقنت تحدث اللغة الإنجليزية كالناطقين بها؟

منافع تحدث اللغة الإنجليزية كالناطقين بها:

  • اللغة الإنجليزية هي لغة العلم الآن وبإتقاني للغة الإنجليزية سيمكنني متابعة أحدث ما توصل له العلماء في المجال الخاص بي وبالتالي سأكون دائمًا في الصدارة.
  • أريد فهم الأفلام الإنجليزية كي استفيد من الثقافات الأخرى.
  • إذا أتقنت تحدث اللغة الإنجليزية سوف تزداد فرصي في الحصول على عمل مرموق براتب ممتاز.
  • … الخ، المنافع كثيرةُّ للغاية لمن حقق هذا الهدف (تحدث الإنجليزية كالأمريكان).

الآن يأتي التساؤل، وهو لماذا نُحدد منافع الأهداف؟

وابسط سبب أن الإنسان دائم البحث عن السعادة، ومعرفة المنافع ستكون وقودًا يُشعل حماسك كلما تراخيت أو شعرت بالملل، أيضًا هناك بعض الأشخاص الذين يربطون تحقيق أهدافهم بالمجهود الشاق، وما سوف يتخلون عنه لتحقيق أهدافهم؛ فتجد أحدهم يقول على سبيل المثال “أريد إنقاص 30 كغم من وزني، وبناءً على هذا الهدف سيكون علىّ التقليل من الأكل والشرب، والتخلي عن هذا وذاك، …، الخ”؛ وبالتالي يكون حديثهم لأنفسهم تثبيطًا لهمتهم وتفانيهم في العمل وإذن لن يتحقق الهدف إلا بصعوبة، وبناءً على ذلك يكون تحديد المنافع والفوائد أمرًا هامًا للغاية لا ينبغي إهماله.

بعد أن تنتهي من تدوين منافع كل هدف (على الأقل لأول سبعة أهداف بالنسبة لك)، انتقل للخطوة التالية.

ثالثًا: تعيين العوائق بينك وبين تحقيق أهدافك

معوقات تحقيق الأحلام

بينك وبين أهدافك توجد عوائق كثيرة تمنعك من بلوغ حلمك وتحقيق أهدافك وإلا كُنت حققتها منذ فترة من الزمن، وعليك أنت تقع مسؤولية تحديد هذه العوائق. عوائق هدف مثل تحدث اللغة الإنجليزية قد تكون عدم توفر المال الكافي لأخذ دورات تعليمية في أماكن مرموقة، وقد تكون عدم توفر الوقت، وتختلف العوائق من شخص لآخر، فقد يكون أحدهم فقيرًا لا يتحمل المصروفات ولديه وقت، وآخر يُريد نفس الهدف لديه المال الكافي ولكن ليس لديه وقت. وبناءً عليه يجب أن تتأمل وتتخيل نفسك وأنت تُحقق أي من أهدافك وتبدأ في تحديد كافة العوائق التي تظن أنها ستقف حائلًا بينك وبين تحقيق حلمك وهدفك الذي تريد تحقيقه، وبالطبع دوّن هذه العوائق لكل هدف في الصفحة المنفردة الخاصة به.

رابعًا: المعلومات التي تحتاج لمعرفتها

الآن وبعد أن حددت أهدافك والمنافع التي ستعود عليك إذا تحققت أهدافك والمعوقات التي تقف حائلًا بينك وبين أهدافك، تبدأ الآن خطوة البحث عن المعلومات التي أنت بحاجة لها كي تتغلب على هذه المعوقات، فمثلًا إذا كانت المعوقات التي تواجهك في تعلم اللغة الإنجليزية عدم توفر المال لأخذ دورات تعليمية في الجامعة الأمريكية، فسيكون عليك البحث عن المعلومات التي تساعدك على تعلم اللغة الإنجليزية من المنزل، وبالتالي تتعرف على أفضل الدورات التعليمية المتاحة مجانًا على YouTube مثلًا.

وإذا كانت المعوقات التي تواجهك في تعلم اللغة الإنجليزية عدم توفر وقت فراغ لديك، فستحتاج للبحث عن كيفية إدارة الوقت بطريقة فعّالة بحيث توفر من وقتك جزئًا لإتمام الهدف، وهكذا تكن لديك المعلومات الكافية التي تحتاج لها للتغلب على العقبات والمعوقات التي تجدها الآن.

اقرأ أيضًا: الخطوة رقم صفر في طريق النجاح وتحقيق الذات

خامسًا: كوّن الفريق الذي تحتاج له

التعاون على العمل مع فريق

في الغالب ستحتاج إلى فريق عمل ولو شخصًا واحدًا معك يُساعدك على تنفيذ أهدافك – في الواقع العمل مع فريق فعّال يؤتي بنتائج أفضل وأسرع من العمل منفردًا وهذا بالطبع إن كان الفريق مُحفز وفعّال، بينما إن كان الفريق كسولًا أو ليس لديه خبرات كافية فقد يتسبب في تعطيلك عن التقدم؛ ولذلك يجب أن تختار أعضاء فريق عملك بدقة متناهية حسب الأشخاص ذوي الكفاءة كذلك المتفائلين الذين سوف يدفعونك للأمام وحبذّا لو كان الفريق الخاص بك لديه نفس الأهداف الخاصة بك، أما الأشخاص الكسولين من غير ذوي الكفاءة فيجب إبعادهم فورًا.

سادسًا: بناء خطة عمل

لا تدار المشروعات الناجحة بدون خطة عمل، بل لا تدار مباريات كرة القدم بدون خطةٍ وتدريبٍ مكثفٍ يسبق المباراة، فما بالك بحياتك بأسرها؟

لا تتصور أن يُدار مشروع بخطة عمل ثم تعيش أنت حياتك بالصدفة، كذلك لا تتصور أن تُدار مباراة كرة قدم بخطةٍ كاملة وتدريبٍ مستمر لفترة كافية قبل المباراة ثم أنت تعيش حياتك هكذا بدون أهداف أو تكون كالريشة توجهك الرياح إلى حيث تشاء، ولكن يجب أن تكون لديك خطة العمل الخاصة بك، متوازنة في كافة الجوانب الروحية، الاجتماعية، العلمية، المهنية، المالية، والصحية، عملية وعقلانية وليست خيالية.

خطة العمل ترسم الخطوات التي سوف تتبعها لتصل إلى ما تريد، وأقرب مثال يوضح مفهوم خطة العمل ببساطة هو تشبيه القطار، فأنت تركب قطار من محطة ما بهدف الذهاب إلى محطة محددة من قبلك، وفي طريقك نحو المحطة النهائية ستمر بمحطات مختلفة وصولك لها ليس هدفًا ولكن يجب ان تمر بها، وخلال خطة العمل سيكون لديك تصورًا لكل المحطات التي سوف تمر بها قبل أن تبدأ في العمل.

سابعًا: حدد تاريخ مُحدد

حدد تاريخ لتحقيق حلمك فيه

بعد أن يُصبح لك خطة أعمال متكاملة ومتوازنة في جميع الاتجاهات يجب أن تُحدد تاريخًا متوقعًا لتحقيق هذه الأهداف، ذلك لأن تحديد تاريخ سوف يدفعك للعمل بشكل أسرع وسيوجه عقلك إلى وضع هذه الأهداف موضع الفعل وليس موضع تسويف، ويكفي أن تتوقع تاريخًا محددًا لتحقيق كل هدف.

ملخص الخطوات السبعة السابقة لتحقيق النجاح:

  1. احضر دفتر ورقي واكتب كل الأهداف التي تريد تحقيقها مهما كانت هذه الأهداف صغيرة أو كبيرة أو خيالية، حتى إن أردت الذهاب للمريخ، فقط اكتب كل الأهداف التي تريد تحقيقها دون استثناء، وبذلك سيكون لديك قائمة كبيرة من الأهداف. (مثلًا 300 هدف لديك)
  2. علم علامة على أهم الأهداف من هذه القائمة، ثم قم بترتيب كل الأهداف التي عليها علامة على أنها هامة ترتيبًا رأسيًا يبدأ من الهدف الأهم بالنسبة لك. (مثلًا 50 هدف من قائمة الأهداف)
  3. أو إن شئت أن تقوم بترتيب كل قائمة الأهداف بحيث يكون الهدف الأول هو الهدف الأهم ثم يأتي في المرتبة الثانية الهدف الأقل أهمية وهكذا إلى أن تنتهي من كل القائمة.
  4. اشتغل على الهدف الأول ومن المفترض أنه أهم هدف بالنسبة لك، بحيث تطبق عليه الخطوات السبعة السابقة بالترتيب، بحيث تبدأ أولًا بالتفكير في المنافع التي ستعود عليك إذا حققت هذا الهدف، على الأقل فكر في هذه المنافع حتى يقف تفكيرك ولا تجد أي منفعة أخرى من تحقيق هذا الهدف، ويجب عليك كتابة هذه المنافع في صفحة مستقلة خاصة بهذا الهدف فقط، بحيث يكون لديك صفحة كاملة خاصة بكل هدف دون سواه وبالترتيب.
  5. أسفل المنافع حدد المعوقات التي ستحول بينك وبين تحقيق هذا الهدف، واذكر هذه العوائق أسفل بعضها البعض.
  6. بعد تحديد وكتابة كل العوائق التي ستحول بينك وبين هدفك، قم بعمل بحث لتحديد المعلومات التي تحتاج لها للتغلب على العوائق (عائق بعد عائق) ثم قم بكتابة كيف يمكنك التغلب على كل عائق بالطرق المناسبة لك.
  7. كلم صديق لك أو زوجتك واتفقا على التعاون في تحقيق هذا الهدف، وبالطبع يُفضل أن يكون صديقك لديه نفس الهدف فهذا سوف يساعدك أكثر على النجاح.
  8. ابني خطة عمل توضح الخطوات التي سوف تتبعها بناء على ما تم تحديده في الخطوات السابقة مع ملاحظة أهمية تحديد موعد محدد مع هذه الخطة.

شاهد الفيديو التالي لمزيد من الشرح حول نفس الموضوع للمدرب العالمي زيج زيجلر:

ملحوظة: كل ما سبق يساعدك فقط على معرفة الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافك، ولكن ستظل تلك الأهداف كما هي إن لم تقم بتنفيذها؛ لذلك يجب أن تتبع الخطة بالعمل الجاد والتنفيذ غير المُسوّف – أيضًا أنصحك بتعديد النيات وأداء صلاة الاستخارة كي تُثاب على كل ما تفعله بالنجاح في الدنيا والآخرة.

5 أفكار عن “حان الوقت لتحقق أهدافك وأحلامك”

  1. Pingback: 7 نصائح نحو بناء علاقة إيجابية مع الأبناء قد تندم إن لم تطبقهم على الفور » مع صلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.